نظرت اليه فجذبتني عيناه.رأيت فيهما سرا عميقا.واستغللت عدم انتباهه لي فعاودت النظر اليهما حيث بدأت بالبحث عن ذلك السر لكنني وجدت غموضا يخيم حولهما مما منعني من معرفة ما يخفيانه . فاقتربت منه أكثر فأكثر . وازددت تحديقا بهما . وبدأت الرؤيا تنكشف وظهر وراء ذلك السر جمال خلاب. عينان زرقاوتان زاد من جمالهما انعكاس الشمس عليهما وخلف بريقا جميلا ورائعا . جمال يستطيع به أن يأسر جميع من على الأرض . ارتعش حينها قلبي بقوة حتى أنني سمعت دقاته فوليت بعض الخطوات الى الخلف وتنفست بعمق . حينها فقط انتبه الى وجودي فنظر الي نظرة جعلتني أنجذب اليه أكثر وأكثر تقدمت وتقدمت حتى صرت أمامه مباشرة .حينها رفعت رأسي ببطئ لكني ارتعبت ما ان وقعت عيني بعينيه . ووجدته يحدق بي في اندهاش .وكأنه قرأ حيرتي وجميع تساؤلاتي. حينها تبسم لي وكانت ابتسامته أكثر جاذبية و اظفت عليه وسامة خاصة . فشعرت بارتياح سرى بداخلي وساعد في ذلك نسيم لطيف هب من جهته . فداعب وجهي وجعلني أقترب منه أكثر .وما أن شعر باقترابي منه . ولم يعد بيني وبينه سوى خطوة أو خطوتين حتى ارتفعت موجة عالية ولطمتني . حينها فقط علمت أن ذلك الغموض وراءه غدر و مكر . فابتعدت راكضة و انا أتساءل. هل كانت تلك الصفعة دليل غدره وعدم وفاءه ؟ أم كانت عناقا يدل على حبه وسلامه ؟ فعلا أنه" البحر" . هو من حاز على حبي وحب الكثيرين دون أي عناء منه . فكله أسرار وعجائب . وجمع بين الغدر والعطاء . لكنه يستحق كل الحب لكل ما يعطي .
بقلمي
