عرضت مواقع متخصصة في نشر البيانات الصادرة عن الجماعات المتشددة بياناً منسوباً إلى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب،" ينتقد فيه التنظيم الحكومة السعودية بسبب أحداث مدينة جدة التي سببتها كارثة اجتياح السيول للمدينة، وما نجم عنها من سقوط عشرات القتلى والجرحى والمفقودين.
واتهم التنظيم الحكومة السعودية بـ"التخلي" عن سكان المدينة و"تبديد ثروة المسلمين في أمورٍ هي أبعد ما تكون عن حاجتهم الأساسية للعيش، فضلاً عن حاجات المسلمين في فلسطين والعراق والصومال،" مشيراً إلى أن أموال المملكة تذهب لـ"خدمة المشاريع الصهيوصليبية،" وبناء المنشآت التغريبية والإفسادية،" التي عدّ منها "جامعة العلوم والتكنولوجيا،" المختلطة على حد تعبيره.
وقال التنظيم في بيانه إن من وصفهم بـ"المجاهدين" تلقوا "ببالغ الحزن والأسى نبأ الفاجعة التي نزلت على أهلنا في جدة بسبب الأمطار والسيول."
وتابع البيان بالقول: "وإننا إذ نعزيكم على هذا المصاب الجلل، فإننا نعزيكم أيضا في الحكومة السعودية التي كشفت الحادثة الأليمة موتها وبعدها عنكم، وأنها تكذب وتخادع و تعبث بأموالكم في وقتٍ أنتم في أمس الحاجة لها."
واعتبر التنظيم أن ظهور الحكومة المتكرر في القنوات الفضائية وفي الإعلام "لتمن" على المواطنين بما قدمته لهم من إغاثة "يدمي قلبه،" مضيفاً أن الكارثة "تكشف عن حجم الخداع وأن المنطقة تفتقد للبنية التحتية اللازمة والتي هي من ضروريات المدن."
وانتقد البيان بعض التبريرات الحكومية للكارثة، وكذلك ندد بتشكيل لجان لمعالجة الوضع بالقول: "وبعد أن فات القطار وغصت المنطقة بالجثث جاءت (الحكومة) لتوزع التهم عليكم، وأن بناءكم العشوائي هو السبب، ثم وعدتكم بتشكيل لجان لحل المشكلة، كما وعدتكم في السنوات الماضية وستتبخر وعودها وتتكرر المأساة."
واتهم التنظيم "المتنفذين" باختلاس الأموال التي كانت مخصصة منذ زمن لمعالجة السيول وبناء مصارف للمياه، قائلاً إن الأموال تنفق على "خدمة المشاريع التغريبية والإفسادية،" التي عدّ منها "الجامعة المختلطة الجديدة جامعة العلوم والتكنولوجيا، والتي صرف عليها المليارات في حين تعاني مدينة جدة الإهمال ولا يجد الفقراء ما يسد جوعتهم."
وختم التنظيم بيانه بالقول: " نتمنى والله أن نكون معكم، نطبب جروحكم، ونمسح على رؤوس أيتامكم، ونسعى في بناء ما هدم من بيوتكم، كما نسعى لأن نكون مع إخواننا في فلسطين وفي كل بلاد المسلمين المنكوبة؛ لكن هذه الحكومات العميلة حالت بيننا وبين واجبنا من نصرة المسلمين في كثير من البقاع."
يذكر أن السيول كانت قد اجتاحت مدينة جدة قبل أسبوعين، ما تسبب في خسائر مادية هائلة، وبمقتل 113 شخصاً وفقدان 48 وجرح العشرات، وقد أمر العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الحوادث.
وينشط تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" انطلاقاً من اليمن، وفق ما تعتقد السلطات في صنعاء والرياض، ويتزعمه حالياً اليمني "أبوبصير، واسمه الحقيقي ناصر الوحيشي.