عايز تتوب مش عارف .. يارب اهدينى؟

كتيرمنا عايز يتوب وحاسس ان فى مشكله

ويقول

يمكن
لسه ربنا ما اردش


احب اقولك

التوبه لا يمكن ان تكون نصا
اعترافيا او شهاده تسليميه ولكن هى هذا الشعور المجرد من الضلال الى
الهدايه

اعتقد البعض ان التوبه مشروع طويل الامد

وهذا لعمر
الله امر خطير

اولا لنبداء من اللحظه الاولى للمفهوم التوبه وخطوه
خطوه

حتوب حتوب

التوبه

هى الهدايه

يعنى ايه
الهدايه اقولك انا

الهدايه هى اول لبنه الى الايمان ( الهدايه ليست
بمفهومها المطلق الانتقال من الكفر الى الايمان )

ولكن الهدايه
مفهوم اشمل ( اهدنا الصراط المستقيم ) وبهذا يكون الخط المستقيم هو

ايضا
من الامور التى تندرج تحت الهدايه والضلال


الذين اهتدوا زادهم
هدى

ولكى نفرق بين الهدايه والضلال

يقول جل وعلا : (ذَلِكَ
الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا)الآية واضحة
فى تقرير مشيئة البشر عن الهدى

وفى ايه اخرى

يَوْمَ يَقُومُ
الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ
لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء
اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا
يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا
لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا

وفى ايه

كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ
فَمَن شَاء ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ

هنا
قد يبادر البعض بالسؤال كيف تكون المشيئه فى اول الايه للانسان ومع هذا
يخبرنا الله ان المشيئه له

واقول انت لم تفهم المعنى المراد قوله
فعلى حسب فهمك فهذا تناقض وحاش الله جل علاه

والمفهوم هنا

بمجرد
مشيئة الفرد شَاء ذَكَرَهُ تأتى مشيئة الله إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ
الفرد لو شاء الهداية فإن

مشيئة الله تعالى بهدايته تكون أسرع مما
يتصور الانسان إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ جاء بما

يعبر عن الارتباط
والتلازم بين مشيئة الرحمن ومشيئة مريد الهداية، كما لو كانا يحدثان

فى
وقت واحد ،مع ان المعروف أن يسبق الفرد بمشيئة الهداية وتاتى المشيئة
الالهية

لاحقة ومؤكدةإِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ

وبمجرد مشيئة
الفرد الاستقامة تاتى مشيئة الله تعالى بأسرع مما يتصور الانسانإِلاَّ أَن
يَشَاء اللَّهُ

وفى تفصيل اكثر يقول جل وعلا:

(إِنَّ هَذِهِ
تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا وَمَا تَشَاؤُونَ
إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ

عَلِيمًا حَكِيمًا
يُدْخِلُ مَن يَشَاء ( يشاء من الناس) فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ
أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)

ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي
بِهِ مَنْ يَشَاءُ ( يشاء من الناس) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ
مِنْ هَادٍ

والايه باكملها تقول


اللَّهُ نَزَّلَ
أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (مشيئه

الانسان) ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى
اللَّهِ (مشيئه الله )يَهْدِي بِهِ مَنْ

يَشَاءُ( يشاء من الناس)
وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

فالمستمع المؤمن
للقرآن يزداد به إيمانا:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا
ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)


والمستمع الضال يزداد به ضلالا

(وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء
لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا)

اعتراف صريح بمشيئه الانسان فى الضلال

وَإِذَا
مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ
إِيمَانًا

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ (مشيئه الانسان)

فَزَادَتْهُمْ
إِيمَانًا(مشيئه الله )

وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ(الضال بمشيئته )

فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا
إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ

و فى الثواب والعقاب
يحدد لنا القاعدة بأن من يعمل سوءا لا بد من أن يجازى به وأن الأمر ليس
بالتمنى :

(لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ
الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ
اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا)

و يقول جل وعلا للنبى محمد فى
تساؤل استنكارى بأنه لا يستطيع إنقاذ أحد من النار

أَفَمَنْ حَقَّ
عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ( من افعاله) أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي
النَّارِ

وبعدذلك يأتى الوعد (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ
( بمشيئتهم) لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ
)

وبالتالى يمكنك أن تصمم على دخول الجنة بأن تعيش حياتك بالايمان
الحق والعمل

الصالح،ويتحقق لك ذلك لأن الله جل وعلا لا يخلف
الميعاد، ولأن مشيئته تتبع وعده

و الأساس عند رب العزة أنه لا يمكن
أن يتساوى الصالح بالعاصى والمتقى بالفاجر :


(أَمْ نَجْعَلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ
أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)

(أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ؟!!!!!

ويخاطب
الله النبى عليه الصلاه والسلام

لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ
أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ( هما
اللى اختاروا

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء ( من الناس )

وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء( من
الناس ) وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ