برأيي يا أصدقاء أننا بداية يجب أن نميز بين الحب الحقيقي والهوى , وشتّان بين الإثنين , فقد يصاب أحدنا بالهوى وهو مرض سهل العلاج سرعان مايتكفل الزمن بعلاجه , وأعتقد بأن حب المراهقة ينطوي تحت هذا النوع وهو ليس بحب برأيي الشخصي ,فالمراهق يهوى بغريزته لابقلبه وعقله ,وأما الحب الحقيقي فهو شيء أخر , الحب التقاء روحين أثنتين واندماجهما لتصبحان روحاً واحدة وأهم مايميز الحب هو نكران الذات والإستعداد للتضحية بأغلى مايملك المحب لمحبوبه , فالإخلاص من كلا المحبين هو شرط أساسي من شروط الحب الحقيقي ,وحين يشاء القدر أن يفرق بين محبين أثنين لأسباب قاهرة ويجد فيها المحب عذراً حقيقياً لمحبوبه فإن الصفة الأساسية للحب وهي التضحية والإخلاص تفرض على المحب أن لاينسى محبوبه ,وإلا فليس ماكان يجمع الإثنين بحب حقيقي , قد يحب مرةً أخرى أو أكثر ولكن من الصعب أن ينسى حبه الحقيقي الأول وسيظل يشغل ركناً صغيراًجميلاً من قلبه وذاكرته , يهرب إليه بين الحين والأخر كلما أشتدت عليه قسوة الحياة , وأما إذا لم يجد المحب عذراً لمحبوبه فيما تسبب بفراقهما ,فعندها لاداعي لأن تخلص لمن لم يخلص لك , وسيكون نسيانه سهلا وعلى رأى المرحوم فريد الأطرش (اللي نسيك أنساه ----ولايهمك جفاه-----------------------------------------------ياما غيرو رح تلقاه -----وتهني قلبك قلبك معاه )---------------- ولكني أتسائل هل الحب الحقيقي موجود في هذا الزمن ؟ لاأعتقد ذلك , وإن وجد فهو حالة نادرة في زمن طغت عليه المادة , وسلبته أغلب قيمه النبيلة , صحيح أننا نبحث عنه بإستمرار ولكننا لن نجده في حياتنا المعقدة البعيدة كل البعد عن زمن الرومنسية الجميلة ,وليعذرني الشاعر الكبير نزار قباني فكان عليه أن يقول :----عشرون ألف امراة عرفت---------------------------------------------------------------عشرون ألف امرأة جربت---------------------------------------------ولكني حين رأيتك ياحبيبتي -------------------------------------------------------------عرفت الآن أني بدأت------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
(***مودى***)